الأخبار و التقارير الإعلامية

بانوراما العطاء

وحدهم الملهمون من يستطيعون إشعال الساحات بالشموع ، وبعث الحياة في الجمادات ، يكتبون رواية السعادة فصلا فصلا ، وبصمت الحكماء يعملون ، يخطون الحياة بلا حبر ، ويصنعون الدهشة والجمال ..... إنهم المتطوعون .
كوكبة من ( 78 ) متطوعا جاءوا لا ليكرموا فقط ، بل ليرووا لنا قصصهم الملهمة ، فأن تعيش العطاء في تفاصيلك اليومية ليس بالأمر السهل ، أن تكون رقما عنيدا في معادلة الخير ذاك أصعب وأصعب ، لكنهم وصلوا وخطوا رسالة المحبة ونكران الذات ، وما أجملها من رسالة !
لوحات مدهشة رسمها المتطوعون بتضحياتهم ، بصبرهم ، بفكرهم . لن نستطيع أن نحيط بها ، لكن الحر تكفيه الإشارة .
جاءت كورونا لتصدمنا جميعا ، وتغير مجرى حياتنا لمسار آخر ، كادت أن تفتك بنا ، وهنا لابد من وقفة ، وكان المخاض وولدت ( تلاحم ) ، عمل بلا كلل أو ملل ، كيف تكون إنسانا ؟ كيف تتخلى عن روتينك المعتاد ، كيف تهاجر عن حدود الزمان والمكان ، وتؤجل العديد من أمور حياتك حتى إشعار آخر .
كيف لهاتفك المشاغب أن لا يصمت أبدا ، وقدماك لا تستريحان ، وفوق هذا كله تبقى مبتسما ، لأنك ترى الابتسامة جزءا من الحل . أن تقطع على نفسك عهدا بقولك
( أنا معكم لآخر المشوار ) . لهي البطولة بعينها .
وخلفك يصطف المحاربون بين من يحمل الأدوية والأطعمة ؛ ليوزعها بحب ، حتى يكتمل جزءا من المشهد فقط ، فهناك خلف الأكمة ماهر يوازن بين حبات الدواء بعناية ، ويرسم خارطة الطريق لما هو قادم .
ويحجب الستار لنعيش فصلا آخر من رواية السعادة ....... مع صناع الأمل ، وعشاق التطوع ، من وجع الآخرين سبب لبذلهم ، ولإبداعهم بالكلمة والصورة ، في اختيار المفردة ، والتقاط المشهد المعبر ، لتصويبه ناحية الهدف النبيل ، في رسالة إعلامية إنسانية تحاكي ألم من أوجعته كورونا ، وحولت حياته لريشة في مهب الريح ، بلا مصدر رزق يصون آدميته .
ولن تنتهي الحكاية ، كثير هم من فقدناهم ، وغيب الموت عنا طيبتهم ، حنانهم ، وجمال أرواحهم ، من يواري هذا الكيان ؟ غير أولئك ، من يتواضعون ، من يخدمون بكل تفان وإخلاص ، حفارون يكدحون ، مغسلون ومغسلات يعملن بصمت .
وتظل أجراس الخير تصدح ، بشباب مبادرون ، هم هبة الحياة ، وربيعها الفاتن ، يتركون بصمة خير لهم هنا ، وأخرى هناك ، مبدعون ، خلاقون ، وبلا انتظار مقابل .
أبا مهدي ، سعيد ، انتظرناكما أيضا على المنصة ؛ لكنكما لم تأتيا ، غابت شخصوكما ، وظلت شواهدكما تستفزنا .
تعدد الأشخاص ، وبقي العنوان والشعار واحد ، التطوع يجمعنا ، ينقينا ، يطهر أرواحنا ، ويجللها بالصفاء ، لا شيء يجعلنا نعيش السلام الداخلي ، سوى العطاء ، فبالعطاء نسعد ، ونسعد
البوم الصور
بانوراما العطاء