إن التبرع بالدم هدف نبيل وإنساني لإنقاذ الحياة. مما يجعلك من الناحية النفسية جزءا ينتمي للوحدة في المجتمع وسعيدا على المستوى النفسي بأنك عضو فعال في المجتمع. أصبح الجميع يعرف مدى أهمية التبرع بالدم في المستشفيات لما فيها من الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى. من هنا تقف حملة إمام الحياة للتبرع بالدم بكل من دعمها إداريا وصحيا من المواطنين الشرفاء. ويتجلى عملهم في التنظيم الجماعي من دخول المتبرع إلى خروجه.
قد لا تتبرع بالدم فما الفائدة من ذلك وقد تصيبك خيبة أمل. قد يعرف الجميع ماهي فوائد التبرع بالدم ونذكر لكم منها وأولها وأهمها زيادة نشاط الدورة الدموية . فإن المتبرع بالدم قد يفقد نسبة الحديد في الدم ويصاب بفقر الدم وهذا استنتاج خاطىء فالحديد زيادته تسبب الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين. وقد أثبتت الدراسات أن المتبرع بالدم هو الأقل عرضة للإصابة بأمراض الدورة الدموية وسرطان الدم.
هل تعلم بأن زيادة الحديد تسبب تلفا في خلايا الدماغ، والكبد، والغدد وقد أشارت الدراسات بأن زيادة الحديد ترتبط ارتباطا وثيقا بمرض التصلب اللوحي. وبعد الانتهاء من جائحة كوفيد١٩ مازال هناك الكثير ممن يعانون من زيادة الحديد. أنت المستفيد الأول كمتبرع فإن الكشف عن مستوى الحديد في دمك يتم عن طريق الحملة وهنا يكون التبرع أهم خطوة للعلاج من زيادة الحديد. إن التبرع بالدم يحفز النخاع بإنتاج خلايا دم حمراء جديدة مستخدما الحديد لبناءها وينتج عن ذلك تناقص واضح في الزيادة للوصول إلى المستوى الطبيعي وحماية أعضاء الجسم.
وقد يقع على مسامع الجميع عن حملات الكشف المبكر لارتفاع ضغط الدم والذي هو هدف منشود للحفاظ على الصحة. لذلك ومن خلال الجولة في الحملة فإن حملة التبرع بالدم ماهي إلا حملة مبطنة تكشف للمتبرعين عن وجود أي خلل في العلامات الحيوية كانخفاض معدل الضغط أو ارتفاعه. وفي حال اكتشاف ارتفاع ضغط الدم قد يكون سببا يمنع التبرع ومازال هذا المانع ماهو إلا اكتشاف مبكر لمرض ارتفاع الضغط الذي يجب أن يعالج. فبادر بالتبرع وإن كنت غير موفق في التبرع ؛ ولكنك توفقت بالفحص المبكر فأنت المستفيد الأول.
بل هناك أكثر من ذلك فبحملة التبرع بالدم يقاس مستوى الهيموجلوبين بالدم ، ومن هنا فهي حملة تكشف عن فقر الدم والذي يجب أن يعالج بحسب السبب. وبعد أن يوفق المتبرع بالدم يتم فحص الهيموجلوبين في الدم لمعرفة ما إذا كان يعاني من مرض دم وراثي والذي لا يفحص بالعادة إلا في الفحص عن الزواج والتي قد لا يتوافق فحص الزوجين ويصاب بخيبة أمل من الناحية الصحية فيكون أمام الطرفين المواصلة أو الانسحاب في مشروع الزواج. لذلك الحملة قد توفر لك معلومات عن صحتك قبل أن يقع الاختيار على شريكة الحياة فيجب أن يكون الاختيار الأنسب صحيا حتى لا يكون لدينا جيل يعاني من الأمراض الوراثية يتسبب في مشقة الأب والأم.
وأخيرا وليس آخرا، فإن الحملة بعد تبرعك بالدم سيكون هناك فحصا عن الأمراض المنقولة جنسيًّا تسببها العدوى المنقولة جنسيًّا، وهي تنتشر بشكل أساسي بفعل الاتصال الجنسي. تنتج العدوى المنقولة جنسيًا عن البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات. وقد تنتقل العدوى المنقولة جنسيًا من شخص لآخر عن طريق الدم أو السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية وإفرازات الجسم الأخرى. وهذا النوع من الفحوصات قد لا يكشف عنه إلا في مرحلة فحص الزواج أو الوظيفة. وهنا تجد أنها لا زالت حملة مبطنة لمجموعة حملات تقيم صحة المتبرع.
فهل مازلت تعتقد بأن الفائدة تقتصر على تبرعك للآخرين من الناحية النفسية بل هي أكثر من ذلك. لنصل بذلك بأن حملة إمام الحياة للتبرع بالدم ليست مجرد حملة بل هي مجموعة حملات للكشف المبكر.
نتمنى من جميع المواطنين التبرع بالدم وحث من حولهم من أصدقاء وأقارب على الالتحاق بهذا الركب الصحي والشيق.
البروفيسور وسيم بدر الطلالوة
كلية الطب - جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية - الشؤون الصحية بالحرس الوطني